حمدان شايب ولكنه هواوي و قلبه خضر يعشق بسرعة وكان فيه بنت صاحبة مقالب أرادت أن تمازح حمدان لترى ردة فعله فذهبت إليه وسلمت عليه وسألت عن حاله بكلمات جميلة ثم ذهبت فجأة وبدون استئذان فتعلق قلب الشايب حمدان بها وقال فيها أبياتاً ذاكراً فيها أنها أعادته للماضي وأنها اذا لم تبادله المشاعر فإنه سيلحق بأخيه حمود الذي في قبره كما يذكر التاريخ واليوم الذي قابلها فيه حيث قال :
يا بنت خوذي خاطري وارحميني
لا تجرحين العود بعيونك السـود
غضي نظرك وغطي الوجنتينـي
لعل يومٍ جدد الجرح مـا يعـود
يوم انتهى مع مرمسات السنينـي
جتني صواديفه على غير مقصود
باول شهر عشره نهـار الثنينـي
حمدان مروا به على جنازة حمود
وكان هدف الفتاة الرئيسي هو أن تجاريه بالقصائد من باب المزاح وهو لا يعلم أنها شاعره فردت عليه بأبيات ساخرة قائلة :
يا شايب الرحمن وينـك ووينـي
عزي لحالك قدامك الباب مسـدود
قلبك عطوف وجاه قلـبٍ متينـي
والبنت ما تشفق على مغازل العود
حبل الرجا مقطوع بينـك وبينـي
مثل الغليث اللي رعا قلبه الـدود
أقفى شبابـك والعـرب مقبلينـي
يا عود ما يرجع من العمر مفقود
فتحطم قلب حمدان عندما سمع أبياتها وفقد الأمل في قربها وقال أبياتاً موضحاً فيها أنه لا رغبة فيه للغزل بعد هذا العمر فقال :
يا بنت صـدي بالعيـون الظليلـه
لا صد عنـك الله نهـار القيامـه
مالي ومالك يالفـروع الطويلـه
لو فيك من رسم البـداوه علامـه
يا بنت ما لـي بالثمانيـن حيلـه
أهدف كما تهدف على البير قامـه
أقفى شبابي والدهر شفـت ميلـه
يالله حسـن الخاتمـة والسلامـه
أعطيك موجز والبضاعـه قليلـه
وأخذت لك من صافي الماء سنامه
وبعد فترة من الزمن مرت به ثانية وألقت عليه السلام ذهبت بسرعة مما أثار الشايب حمدان ففكر في أن يقول لها أبياتاً يخبرها بأن الدور سوف يأتيها يوما لتصبح عجوزا هي الأخرى وأنه من الرجال الطيبين وممن تنصاه الناس ومشهود له بالكرم وأنه لا يريد منها سوى السلام وإلقاء التحية والترحيب فقال :
يا بنت ما جاس الكبـر والخشونـه
وعادت شباب اليوم يجفل من الشيب
يا سرع ما وبلـك تمـزع مزونـه
يالفاتنـة يـا أم الثمـان الرعابيـب
يا بنت مـا بينـي وبينـك مهونـه
كلمة شرف نبي تحيـة وترحيـب
الله مـن عـودٍ ثقيـلـة ظنـونـه
ينصاه راع المشكلـة والمواجيـب
على الكرم والديـن نفسـه حنونـه
تلقاه بالأجـواد شـرق وتغاريـب
ثم أرسل الأبيات مع عجوز وعدها بهدية قيمة إذا أوصلت الرسالة لها ، فأخذتها العجوز إليها وبعد أن رأتها الفتاة حبست العجوز في غرفة وقالت لها مثل ما أتيتي بأبياته يجب أن ترجعي بأبياتي إليه فكتبت الفتاة أبياتاً أقوى من الأولى وأكثر تحطيماً لقلب حمدان حيث قالت :
العود عـود وطايحـاتٍ سنونـه
من كثر ما يرقد على جرة الذيب
عودٍ مهرقل والعرب مـا يبونـه
يا عود ما لك في طويل المراقيب
أقفى شباب العود راحت حتونـه
مثل اليتيم اللي بكا ما له مجيـب
جداه ينثر دمعـة ٍ مـن عيونـه
غريق موجٍ ما لقالـه مقاضيـب
وسلامتكم